أنا ما شعرت بتأثر كبير بقصة ابن العم اللي انتشرت مؤخرًا، لكن هذه التعليق لامسني بعمق.

ما قابلت ابن عمك ولا سمعت كلامه، كونه الابن الوحيد للعائلة، عاش وحيد، أسس مشاريع كثيرة، عارف إنه ما وراه أحد، يشيل الحمل وحده، حاول بجهده يرفع اسم العائلة ويفتخر فيها، لكن الأقدار وقفت ضده وخسر في النهاية، الأبطال في الدنيا كثيرين، والحياة دوامة، بالنهاية ما سوى شيء، لكن اللي يحزن أكثر إن بعد كل اللي صار، أقرب الناس له وصفوه بعد موته بأنه "طموحه أكبر من قدراته، ويتلاعب بالكلام"، أي حزن هذا؟ لكنهم ما فكروا وش كان دورهم في حياته، هذه هي طبيعة البشر، وقت ما تكون في أمس الحاجة للمساعدة، تلقى حواليك ناس بس تنتقد وتسخر، لكن إذا وصلت القمة تلقى الكل يمدحك، يمكن هو ما انهزم بسبب فشله، يمكن اللي هزمه فعلاً هو كلامكم القاسي، الحياة دوامة، بالنهاية المنتصر له الكلمة.

أنا أشوف إذا ما نجحت، كل اللي تسويه ما يستحق ينقال للناس. إذا ما قدرت تحقق شيء، تصير مقامر خسران، مدين للناس، الكل يشوفك فاشل.
لكن إذا نجحت، حتى النجاح ما أظن يستحق مدح أحد، لأنك أنت بس اللي تعرف وش عانيت عشان توصل، الناس تشوفك محظوظ، ثروتك جتك في ثلاث أو خمس سنين.
المعجزات اللي تطلع من احتمالات ضئيلة جدًا، ما تنطبق على الغالبية، لكن أغلب الناس يتمنون يصيرون هم هالمعجزة.
بصراحة، لما أرجع أتذكر هالسنين، فعلاً كانت مليانة أحداث لا تنسى.