هل يمكن للدولار أن يوقف تراجعه ويعاود الارتفاع، المفتاح يكمن في البيانات الاقتصادية التي ستُعلن قريبًا. أظهر استطلاع رويترز أن 73% من 45 محللاً يتوقعون أن يكون الدولار أضعف بنهاية العام، لكن إذا كانت بيانات مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) في ديسمبر قوية (متوقع الإعلان عنها في 18 ديسمبر)، فقد يعاود مؤشر الدولار (DXY) الارتفاع إلى مستوى 100. صرح الاقتصادي في جيفري، موهيت كومار، قائلاً: «سيكون بيانات التوظيف العامل الحاسم، والسوق قد يكون رد فعله مفرطًا حاليًا على إشارات سوق العمل.» هذا يعني أن ضعف الدولار ليس أمرًا حتميًا، ولا تزال هناك فرصة للانتعاش.
فجوة التوقعات في السياسات ترفع ضغط البيع على الدولار
أعلن الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء عن خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس ليصل إلى نطاق 3.50%-3.75%، وهو ما يتوافق مع توقعات السوق، لكن رئيسه باول أرسل إشارة محايدة ومائلة إلى التيسير خلال المؤتمر الصحفي. أكد على «أننا خفضنا الفائدة بمقدار 175 نقطة أساس، ونحن في نطاق المعدل الطبيعي، وتطورات الاقتصاد ستحدد الخطوة التالية»، مع الإشارة إلى أن اجتماع يناير قد يشهد توقفًا مؤقتًا عن خفض الفائدة.
الأهم من ذلك هو الفجوة بين رسم النقاط الجديد للفيدرالي وتوقعات السوق. يظل الفيدرالي متوقعًا أن يخفض الفائدة مرة واحدة فقط في 2025، بينما كانت السوق تتوقع خفضين (حوالي 50 نقطة أساس)، مما أدى إلى ضغط بيعي مركز على الدولار. أشار فاسيل سيريبرياكوف، استراتيجي العملات في UBS، إلى أن موقف الفيدرالي الأكثر تيسيرًا يقابله تحول حاد في سياسات البنوك المركزية في أستراليا وكندا وأوروبا، مما سيستمر في الضغط على الدولار. بالإضافة إلى ذلك، أعلن الفيدرالي عن شراء 400 مليار دولار من السندات قصيرة الأجل بدءًا من 12 ديسمبر لتعزيز السيولة، مما يقلل من جاذبية الدولار كملاذ آمن.
مؤشر الدولار يتراجع إلى أدنى مستوى عند 98، لكن احتمالات الارتداد لا تزال قائمة
يستمر مؤشر الدولار في الانخفاض مؤخرًا، حيث وصل أمس إلى أدنى مستوى عند 98.313، منخفضًا بنسبة 0.26% عن إغلاق اليوم السابق، ومرتبكًا بأكثر من 9.38% منذ بداية العام. أدى خطاب الفيدرالي المتشائم إلى ارتفاع اليورو والجنيه الإسترليني والفرنك السويسري، لكن المحللين يحذرون من أن مدى ضعف الدولار يعتمد على البيانات الاقتصادية القادمة عن التوظيف والتضخم.
إذا كانت البيانات الاقتصادية قوية بشكل غير متوقع، فستزيد فرص انتعاش الدولار بشكل كبير. أظهر تحليل رويترز أنه إذا كانت بيانات CPI والتوظيف في ديسمبر قوية، فإن الانقسامات داخل الفيدرالي (ثلاثة أعضاء عارضون لخفض الفائدة في الاجتماع الحالي) قد تتجه نحو التشديد، مما يدفع مؤشر DXY للارتفاع إلى مستوى 100. بالإضافة إلى ذلك، فإن توسع العجز المالي الأمريكي وتهديد إغلاق الحكومة قد يدعمان مؤقتًا الطلب على الدولار كملاذ آمن، مما يعزز من حركة الصعود.
ضعف الدولار يثير موجة إعادة تقييم الأصول
لقد بدأ تغير تخصيص الأصول الناتج عن ضعف الدولار في الظهور. دعمت أسهم التكنولوجيا والأسهم ذات البيتا العالية في سوق الأسهم الأمريكية، حيث ارتفعت قطاعات التكنولوجيا في مؤشر S&P 500 بأكثر من 20% هذا العام، بسبب ضعف الدولار الذي يعزز القدرة التنافسية للصادرات ويخفض تكاليف الاقتراض. أظهر تحليل جي بي مورغان أن كل انخفاض بنسبة 1% في قيمة الدولار يؤدي إلى زيادة أرباح الشركات التكنولوجية بمقدار 5 نقاط أساس، وهو خبر سار للشركات متعددة الجنسيات.
ارتفعت أسعار الذهب بشكل كبير كملاذ آمن، حيث سجلت ارتفاعًا بنسبة 47% هذا العام، متجاوزة 4200 دولار للأونصة، مسجلة رقمًا قياسيًا جديدًا. تظهر بيانات مجلس الذهب العالمي أن البنوك المركزية اشترت أكثر من 1000 طن من الذهب (بقيادة الصين والهند)، مع تدفقات قوية لصناديق الاستثمار المتداولة (ETFs)، حيث زاد الطلب على الذهب مع ضعف الدولار الذي يعزز حاجات التحوط من التضخم. أصبحت الأسواق الناشئة أكبر المستفيدين، حيث ارتفع مؤشر MSCI للأسواق الناشئة بنسبة 23% هذا العام، مع استفادة الأسهم في كوريا الجنوبية وجنوب أفريقيا من أرباح الشركات القوية وتراجع الدولار، وارتفعت عملات مثل الريال البرازيلي.
ومع ذلك، فإن ضعف الدولار يحمل أيضًا آثارًا مزدوجة. ارتفاع أسعار السلع (مثل ارتفاع النفط بنسبة 10%) يزيد من مخاوف التضخم، وإذا كانت سوق الأسهم الأمريكية مفرطة في التحمس، فإن تقلبات الأصول ذات البيتا العالية ستتزايد. تذكر هذه السلسلة من الأحداث المستثمرين أن استمرار ارتفاع الدولار يعتمد على قوة البيانات الاقتصادية، ويجب مراقبة بيانات CPI والتوظيف عن كثب في المدى القصير.
الاتجاهات طويلة الأمد تعتمد على عمق تباطؤ الاقتصاد
أكد المحللون أن السوق حاليًا في مرحلة إعادة تقييم السياسات النقدية. على الرغم من أن احتمالية ضعف الدولار على المدى القصير أعلى، إلا أن الاتجاه طويل الأمد يعتمد على مدى عمق تباطؤ النمو الاقتصادي. إذا استمر سوق العمل في القوة، فقد يواصل الفيدرالي التوقف عن خفض الفائدة لفترة أطول، مما سيدعم ارتفاع الدولار.
ينبغي على المستثمرين تنويع محافظهم بين العملات غير الأمريكية والذهب، وتجنب الإفراط في الرفع المالي، لمواجهة احتمالات ارتفاع الدولار أو استمرار ضعفه. إن حالة عدم اليقين الحالية تفرض أن تكون استراتيجيات تخصيص الأصول مرنة أكثر من الاعتماد على اتجاه واحد فقط.
شاهد النسخة الأصلية
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
تحول الاحتياطي الفيدرالي إلى سياسة متساهلة يثير ردود فعل متسلسلة، هل ستواصل الدولار الأمريكي الارتفاع مرة أخرى؟
هل يمكن للدولار أن يوقف تراجعه ويعاود الارتفاع، المفتاح يكمن في البيانات الاقتصادية التي ستُعلن قريبًا. أظهر استطلاع رويترز أن 73% من 45 محللاً يتوقعون أن يكون الدولار أضعف بنهاية العام، لكن إذا كانت بيانات مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) في ديسمبر قوية (متوقع الإعلان عنها في 18 ديسمبر)، فقد يعاود مؤشر الدولار (DXY) الارتفاع إلى مستوى 100. صرح الاقتصادي في جيفري، موهيت كومار، قائلاً: «سيكون بيانات التوظيف العامل الحاسم، والسوق قد يكون رد فعله مفرطًا حاليًا على إشارات سوق العمل.» هذا يعني أن ضعف الدولار ليس أمرًا حتميًا، ولا تزال هناك فرصة للانتعاش.
فجوة التوقعات في السياسات ترفع ضغط البيع على الدولار
أعلن الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء عن خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس ليصل إلى نطاق 3.50%-3.75%، وهو ما يتوافق مع توقعات السوق، لكن رئيسه باول أرسل إشارة محايدة ومائلة إلى التيسير خلال المؤتمر الصحفي. أكد على «أننا خفضنا الفائدة بمقدار 175 نقطة أساس، ونحن في نطاق المعدل الطبيعي، وتطورات الاقتصاد ستحدد الخطوة التالية»، مع الإشارة إلى أن اجتماع يناير قد يشهد توقفًا مؤقتًا عن خفض الفائدة.
الأهم من ذلك هو الفجوة بين رسم النقاط الجديد للفيدرالي وتوقعات السوق. يظل الفيدرالي متوقعًا أن يخفض الفائدة مرة واحدة فقط في 2025، بينما كانت السوق تتوقع خفضين (حوالي 50 نقطة أساس)، مما أدى إلى ضغط بيعي مركز على الدولار. أشار فاسيل سيريبرياكوف، استراتيجي العملات في UBS، إلى أن موقف الفيدرالي الأكثر تيسيرًا يقابله تحول حاد في سياسات البنوك المركزية في أستراليا وكندا وأوروبا، مما سيستمر في الضغط على الدولار. بالإضافة إلى ذلك، أعلن الفيدرالي عن شراء 400 مليار دولار من السندات قصيرة الأجل بدءًا من 12 ديسمبر لتعزيز السيولة، مما يقلل من جاذبية الدولار كملاذ آمن.
مؤشر الدولار يتراجع إلى أدنى مستوى عند 98، لكن احتمالات الارتداد لا تزال قائمة
يستمر مؤشر الدولار في الانخفاض مؤخرًا، حيث وصل أمس إلى أدنى مستوى عند 98.313، منخفضًا بنسبة 0.26% عن إغلاق اليوم السابق، ومرتبكًا بأكثر من 9.38% منذ بداية العام. أدى خطاب الفيدرالي المتشائم إلى ارتفاع اليورو والجنيه الإسترليني والفرنك السويسري، لكن المحللين يحذرون من أن مدى ضعف الدولار يعتمد على البيانات الاقتصادية القادمة عن التوظيف والتضخم.
إذا كانت البيانات الاقتصادية قوية بشكل غير متوقع، فستزيد فرص انتعاش الدولار بشكل كبير. أظهر تحليل رويترز أنه إذا كانت بيانات CPI والتوظيف في ديسمبر قوية، فإن الانقسامات داخل الفيدرالي (ثلاثة أعضاء عارضون لخفض الفائدة في الاجتماع الحالي) قد تتجه نحو التشديد، مما يدفع مؤشر DXY للارتفاع إلى مستوى 100. بالإضافة إلى ذلك، فإن توسع العجز المالي الأمريكي وتهديد إغلاق الحكومة قد يدعمان مؤقتًا الطلب على الدولار كملاذ آمن، مما يعزز من حركة الصعود.
ضعف الدولار يثير موجة إعادة تقييم الأصول
لقد بدأ تغير تخصيص الأصول الناتج عن ضعف الدولار في الظهور. دعمت أسهم التكنولوجيا والأسهم ذات البيتا العالية في سوق الأسهم الأمريكية، حيث ارتفعت قطاعات التكنولوجيا في مؤشر S&P 500 بأكثر من 20% هذا العام، بسبب ضعف الدولار الذي يعزز القدرة التنافسية للصادرات ويخفض تكاليف الاقتراض. أظهر تحليل جي بي مورغان أن كل انخفاض بنسبة 1% في قيمة الدولار يؤدي إلى زيادة أرباح الشركات التكنولوجية بمقدار 5 نقاط أساس، وهو خبر سار للشركات متعددة الجنسيات.
ارتفعت أسعار الذهب بشكل كبير كملاذ آمن، حيث سجلت ارتفاعًا بنسبة 47% هذا العام، متجاوزة 4200 دولار للأونصة، مسجلة رقمًا قياسيًا جديدًا. تظهر بيانات مجلس الذهب العالمي أن البنوك المركزية اشترت أكثر من 1000 طن من الذهب (بقيادة الصين والهند)، مع تدفقات قوية لصناديق الاستثمار المتداولة (ETFs)، حيث زاد الطلب على الذهب مع ضعف الدولار الذي يعزز حاجات التحوط من التضخم. أصبحت الأسواق الناشئة أكبر المستفيدين، حيث ارتفع مؤشر MSCI للأسواق الناشئة بنسبة 23% هذا العام، مع استفادة الأسهم في كوريا الجنوبية وجنوب أفريقيا من أرباح الشركات القوية وتراجع الدولار، وارتفعت عملات مثل الريال البرازيلي.
ومع ذلك، فإن ضعف الدولار يحمل أيضًا آثارًا مزدوجة. ارتفاع أسعار السلع (مثل ارتفاع النفط بنسبة 10%) يزيد من مخاوف التضخم، وإذا كانت سوق الأسهم الأمريكية مفرطة في التحمس، فإن تقلبات الأصول ذات البيتا العالية ستتزايد. تذكر هذه السلسلة من الأحداث المستثمرين أن استمرار ارتفاع الدولار يعتمد على قوة البيانات الاقتصادية، ويجب مراقبة بيانات CPI والتوظيف عن كثب في المدى القصير.
الاتجاهات طويلة الأمد تعتمد على عمق تباطؤ الاقتصاد
أكد المحللون أن السوق حاليًا في مرحلة إعادة تقييم السياسات النقدية. على الرغم من أن احتمالية ضعف الدولار على المدى القصير أعلى، إلا أن الاتجاه طويل الأمد يعتمد على مدى عمق تباطؤ النمو الاقتصادي. إذا استمر سوق العمل في القوة، فقد يواصل الفيدرالي التوقف عن خفض الفائدة لفترة أطول، مما سيدعم ارتفاع الدولار.
ينبغي على المستثمرين تنويع محافظهم بين العملات غير الأمريكية والذهب، وتجنب الإفراط في الرفع المالي، لمواجهة احتمالات ارتفاع الدولار أو استمرار ضعفه. إن حالة عدم اليقين الحالية تفرض أن تكون استراتيجيات تخصيص الأصول مرنة أكثر من الاعتماد على اتجاه واحد فقط.