تفوق الفضة على الذهب في 2025: تحليل آفاق الاستثمار ودليل الاستراتيجيات

في عام 2025، الفضة تتصدر قائمة المعادن الثمينة للاستثمار

خلال الأحد عشر شهراً الأولى من عام 2025، أصبحت الفضة الفائزة في استثمارات المعادن الثمينة. من 1 يناير حتى 17 نوفمبر، احتلت الفضة المرتبة الأولى في عوائد المعادن الثمينة، متفوقة على الذهب.

في بداية عام 2025، كان سعر أونصة الفضة 28.89 دولار، وسعر الغرام 32.81 ليرة. ارتفع سعر أونصة الفضة إلى 54.48 دولار، مسجلاً أعلى مستوى له منذ 15 عاماً، وبلغ سعر الغرام 74.00 ليرة، محققاً أعلى مستوى تاريخي.

أما بالنسبة للذهب، فكان سعر الأونصة في بداية عام 2025 هو 2,623 دولار، وسعر الغرام 3,050 ليرة. ارتفع سعر أونصة الذهب إلى 4,381 دولار، وبلغ سعر الغرام 6,282 ليرة، مسجلاً أيضاً رقماً قياسياً تاريخياً. هذه القمم حدثت في شهر أكتوبر.

منذ بداية العام وحتى الآن، ارتفعت أونصة الفضة بمقدار 25.59 دولار، وسعر الغرام ارتفع 41.19 ليرة؛ بينما ارتفعت أونصة الذهب بمقدار 1,758 دولار، وسعر الغرام ارتفع 3,232 ليرة. يبدو أن الفضة ستستمر في الحفاظ على صدارتها هذا العام.

لماذا ارتفعت الفضة بشكل كبير؟

انخفاض نسبة الذهب إلى الفضة

في أبريل، ارتفعت نسبة الذهب إلى الفضة إلى 106. أغلقت هذا الأسبوع عند 80.00. هذا يعني أن المستثمر الذي كان يستطيع استبدال 1 كجم ذهب بـ106 كجم فضة في أبريل، يمكنه الآن استبدال 1 كجم ذهب بـ80 كجم فضة فقط. بعبارة أخرى، خلال 11 شهراً، زادت حصة المستثمر من الفضة بمقدار 26 كجم كأرباح. وهذا يعادل أرباح قدرها 17,940,000 ليرة، أي بمعدل شهري 163,090 ليرة. انخفاض النسبة يعني ارتفاع قيمة الفضة.

زيادة الطلب

حسب بيانات البنك الدولي، زاد الطلب على الفضة الفعلية بشكل كبير خلال السنوات الخمس الماضية. ويستمر الطلب الصناعي في النمو، خاصة في مجالات الطاقة الشمسية، السيارات الكهربائية، الصناعات الدفاعية، الطب والتصوير الفوتوغرافي، بالإضافة إلى استخدامه في قذائف الاستمطار والمنتجات الإلكترونية الرقمية.

ارتفاع تكلفة الذهب

العديد من الصناعات لم تعد تفضل استخدام الذهب. لأن ارتفاع قيمته أدى إلى زيادة تكلفته، وهذه الزيادة في التكلفة تؤثر سلباً على المصنعين. وعندما ترتفع تكلفة الذهب، يزداد الطلب على الفضة أيضاً.

الاستعداد للعصر الرقمي

على الرغم من أننا نسمي عصرنا الحالي بالعصر الرقمي، إلا أن التطور الرقمي في السنوات القادمة سيكون أسرع وأكثر كفاءة. ستتسارع الابتكارات التكنولوجية في الأجهزة مثل الهواتف والحواسيب. وهذا عامل مهم آخر يدعم الطلب على الفضة الفعلية. ونظراً لأن الفضة معدن موصل ومتينة، فستكون الخيار المفضل في تحديث تصميم ألواح الطاقة الشمسية.

نقص الإنتاج

في السنوات الأخيرة، لم يكن إنتاج سوق الفضة كافياً لتلبية الطلب. الفجوة المستمرة بين العرض والطلب على مدى سنوات عديدة، والتوتر المادي في السوق، هي عوامل مهمة تدعم الأسعار.

الطلب المتزايد باستمرار وميزة السعر جعلا الفضة أكثر جاذبية، وبالتالي جعلها أيضاً خياراً كأداة استثمارية.

منذ عام 2020، زاد الطلب على الفضة في تركيا بشكل كبير، سواء في الحسابات البنكية أو في شكلها الفعلي. حتى الآن، كان يُنظر إلى الذهب كملاذ آمن خلال الأزمات الاقتصادية والحروب. أما الآن، فالفضة تعتبر أداة استثمارية ومعادن صناعية في الوقت نفسه. لم تعد الفضة في تركيا مجرد زينة أو مجوهرات، بل أصبحت حقيقة مثبتة كأداة استثمارية.

الفضة ليست غريبة على المجتمع التركي. ففي الماضي، كانت تُستخدم حتى كعملة نقدية.

المواطنون الذين يقولون “سعر الذهب مرتفع جداً ولا يمكننا الشراء” يجب أن يتذكروا أن سعر الفضة أرخص، ومثل هذا العام أحياناً تكون الفضة أداة استثمارية تحقق أرباحاً أكثر من الذهب. (اليوم سعر غرام الذهب 5,759 ليرة، وسعر غرام الفضة 70 ليرة)

قواعد يجب على مستثمري الفضة الالتزام بها

• الفضة هي أداة للمستثمرين الصبورين. المستثمرون المتسرعون يجب أن يتجنبوا الفضة. لأنها قد تتطلب انتظاراً لمدة 11 شهراً، لكنها قد تتفوق على الذهب خلال شهر واحد فقط.
• للفضة ثلاثة أشكال مادية: حبيبات، غرامات، وسبائك. من يرغب في التراكم الفعلي يجب أن يعرف هذه الفروق. التغليف والسبائك يتطلبان رسوم معالجة، أما الحبيبات فلا تتطلب ذلك.
• يمكنك الاستثمار في الفضة بثلاث طرق: فتح حساب فضة في البنك، شراء الفضة الفعلية من السوق المحلي، أو طلبها من مواقع المصافي.
• يمكنك تحميل تطبيقات التداول على الجوال وإجراء عمليات الشراء والبيع على مدار الساعة طوال أيام السنة، ويمكنك سحب الفضة من حسابك من نقاط التسليم دون دفع أي رسوم إضافية.

هل ستظل الفضة استثماراً مربحاً في المستقبل؟

تشير العديد من الأسباب المذكورة أعلاه إلى أن الفضة ستستمر في تحقيق أرباح للمستثمرين في المستقبل. خاصةً توقعي بانخفاض نسبة الذهب إلى الفضة أكثر، مما يعني أن الفضة ستستمر في الحفاظ على تفوقها.

على الرغم من أن نسبة الذهب إلى الفضة ارتفعت إلى 106 في أبريل 2025، إلا أنني أتوقع انخفاضها إلى 72 أو أقل. في الأسبوع الماضي (الأسبوع الثاني من نوفمبر) انخفضت بالفعل إلى 77.

في تنويع الأصول، أميل إلى تخصيص حصة للفضة. وفي التخطيط طويل الأجل، أرى لها فوائد كبيرة لمستقبل تعليم الأطفال. لون المدخرات قد تغير. كان سابقاً أصفر، والآن أصبح أبيض.

هذه المعادن الثمينة لم تُمنح للإنسان مجاناً من الله. أكثر ما يثيرني هو خصائصها المضادة للبكتيريا وفوائدها لصحة الإنسان. في عام 2026، سيظل بطلي هو الفضة. سأتابع سعر الغرام فوق 120 ليرة وسعر الأونصة فوق 75 دولار.

روسيا هي أول دولة تضيف الفضة إلى احتياطياتها الوطنية. جميع البنوك المركزية في الدول ستبدأ في إضافة الفضة إلى أصولها الرسمية، كن مستعداً لذلك ولا تتفاجأ.

سعر الذهب بدأ هذا الأسبوع بانخفاض. أهنئ من انتظر في شهر أكتوبر. تسعير أكتوبر المتلاعب أضر بمن أصيب بالذعر.

حالياً سعر غرام الذهب 5,750 ليرة (فعلياً)، وسعر أونصة الذهب 4,080 دولار. سأتابع النطاق بين 3,800-4,000 دولار حتى نهاية العام. يجب إتمام هذه العملية بشراء تدريجي أربع مرات ضمن نطاق 4,000-3,800 دولار.

أما بالنسبة لسعر الغرام، يجب إتمام الشراء التدريجي ضمن نطاق 5,550-5,750 ليرة حتى نهاية العام. بدءاً من يناير 2026، ما زلت أتوقع استمرار الاتجاه الصاعد. خلال عام 2026 بالكامل، ما زلت أتوقع سعر أونصة الذهب عند 4,880 دولار وسعر غرام الذهب عند 8,000 ليرة.

عندما أرى هذه الأسعار، سأقوم بتعديل التوقعات للأعلى. وبالنسبة لسلعة تُستخدم مباشرة في صحة الإنسان، أعتقد أن مستقبلها لا جدال فيه. أتمنى أن يكون مستقبلك مربحاً ومشرقاً مثل الفضة…