رصيد الحساب الخاص بك تراجع فجأة بمقدار عدة آلاف، وقد لا يكون السبب وراء ذلك صانع السوق، بل هو خبر سياسي من طوكيو - البنك المركزي الياباني يستعد لرفع معدل الفائدة من 0.25% خطوة صغيرة، ونتيجة لذلك انهار سوق العملات الرقمية كقطع الدومينو.

في اللحظة التي فتحت فيها برنامج السوق، جعل اللون الأخضر السائد على الشاشة الجميع يشعر بالقلق. فقدت بيتكوين مستوى 90,000 دولار، وتبعتها إيثيريوم في الهبوط، أما بالنسبة لتلك العملات البديلة؟ فقد أصبحت في حالة يرثى لها. كانت ردود فعل الكثيرين الأولى: هل هناك مستثمرون كبار يجمعون الأرباح مرة أخرى؟ لكن هذه المرة ليست بهذه السهولة، فالفاعل الحقيقي مختبئ في غرفة اجتماعات البنك المركزي الياباني.

تشير الشائعات في السوق إلى أن البنك المركزي الياباني قد يرفع معدل الفائدة من 0.25% إلى 0.5% في ديسمبر. قد تتساءل، ما مدى تأثير زيادة 0.25 نقطة مئوية؟ المشكلة هنا هي أن هذا التعديل الطفيف بالنسبة لسوق العملات الرقمية يشبه سحب الأساس فجأة.

لماذا استطاعت سياسة الين الياباني أن تزعزع استقرار سوق العملات الرقمية؟ الإجابة مخبأة في جنون المراجحة على مدى السنوات القليلة الماضية. حيث حافظت اليابان لفترة طويلة على معدل فائدة قريب من الصفر، مما جذب رؤوس الأموال المضاربة من جميع أنحاء العالم، حيث قام المستثمرون باقتراض الين الياباني بتكلفة منخفضة للغاية، ثم قاموا بتحويله إلى الدولار الأمريكي، ودخلوا بشكل كبير في الأصول الرقمية مثل البيتكوين والإيثيريوم. كانت هذه اللعبة بحجم يصعب تخيله، حيث ساهمت تجارة المراجحة بالين الياباني في دعم سوق العملات الرقمية خلال سنوات الصعود السابقة.

لكن الآن تغيرت قواعد اللعبة. بمجرد أن يرفع البنك المركزي في اليابان معدل الفائدة، سترتفع تكلفة الاقتراض بالين بشكل فوري، وتختفي فجأة مساحة التحكيم التي كانت مضمونة الربح. ماذا يمكن أن تفعل الأموال ذات الرافعة المالية؟ لا بد من أن تتألم وتبيع الأصول المشفرة التي تملكها، لاستعادة الين وسداد القرض. عندما يتم بيع الآلاف من الحسابات في نفس الوقت، كيف يمكن للسوق أن يتحمل هذا الضغط البيعي؟ من المؤكد أن الأسعار ستنهار.

الأخطر هو أن سوق العملات الرقمية هو في الأساس ساحة لعب ذات رافعة مالية عالية. بمجرد أن تنخفض الأسعار قليلاً، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تصفية واسعة النطاق، مما يتسبب في مزيد من عمليات البيع العنيفة. بمجرد انتشار مشاعر الذعر، لا يمكن إيقاف تأثير الدهس.

الوضع هذه المرة دقيق بشكل خاص: اليابان تشدد السياسة النقدية، بينما قد تخفف الولايات المتحدة من القيود. عندما تكون سياسات الأقتصادين الكبيرين متعارضة، فإن تقلبات السوق غالباً ما تتضخم بشكل كبير. بالإضافة إلى ذلك، فإن نسبة الرفع المالي في سوق العملات الرقمية الآن أعلى من السابق، وإذا انهار السوق، فإن الانخفاض سيكون صادماً أكثر.

ومع ذلك، فإن الانخفاض الحاد غالبًا ما يخفي فرصة. لقد أثبت التاريخ مرارًا وتكرارًا أنه بعد عمليات البيع الناتجة عن الذعر في السوق، سيأتي دائمًا فترة تصحيح. المفتاح الحقيقي هو الحفاظ على هدوء النفس، وعدم التخلي عن الأصول في أوقات الذعر. فبعد كل شيء، غالبًا ما تكون أعمق الحفر هي أفضل الفرص.