تلقيت مكالمة من صديق قديم في أوروبا ليلة الجمعة الماضية، وكان صوته متعجلاً بشكل مخيف: "أسرع واذهب إلى البنك واسحب بعض النقود!"

لقد أدركت للتو بعد إنهاء المكالمة - الحكومة الألمانية أصدرت إعلانًا غير عادي، تنصح المواطنين بالتحضير لنقود الطوارئ في منازلهم. تلا ذلك تنبيهات مماثلة من حكومات سويسرا والسويد والنرويج واليابان.

كيف أصبحت هذه الدول المتقدمة الغنية فجأة تركز جميعها على النقد كنوع من "التحف"؟

لقد اعتدنا على مسح رمز الاستجابة السريعة باستخدام الهواتف المحمولة، وربما نغفل عن حقيقة واحدة: أن أنظمة الدفع الرقمية أكثر هشاشة مما نتخيل. تظهر التقارير التقييمية في أيدي حكومات الدول أنه يمكن لعطل في الشبكة الكهربائية أو هجوم إلكتروني أن يتسبب في توقف نظام الدفع بأكمله.

فكر في هذه المشاهد -
لا يمكن لآلة الدفع في المتجر الصغير قراءة البطاقة، وشاشة ماكينة الصراف الآلي سوداء تمامًا.
الهاتف لا يوجد به إشارة، وأصبح تطبيق المحفظة مجرد ديكور
المستشفى الطارئ يقبل النقد فقط، لكنك لا تستطيع إخراج فلس واحد.

هل يبدو وكأنه فيلم خيال علمي؟ لكن هذا بالضبط هو السيناريو الذي تعمل عليه أجهزة الطوارئ في دول مختلفة.

أصبحت مزايا النقود فجأة ملموسة للغاية:
√ لا تستهلك الإنترنت والطاقة
√ حتى لو كان الهاكرز بارعين، لا يمكنهم مهاجمة النقود الورقية
√ تم إتمام الصفقة على الفور، دون أي تأخير

جملة وزارة المالية الألمانية "يجب على الأسر أن تحتفظ بما يكفي من النقود لعدة أيام"، في جوهرها تذكير: لا تضع كل ثروتك وحياتك في نظام رقمي.

لكن النقد ليس حلاً مثالياً.

تكديس النقود في المنزل يعني —
معدل العائد صفر، التضخم يأكل القوة الشرائية عامًا بعد عام
تحمل مخاطر السرقة والنهب بنفسك
عزل كامل عن فرص نمو التمويل الحديث

إذًا، تبرز المشكلة: هل هناك أصل يمكن أن ينقذك في حال انهيار النظام، وفي نفس الوقت لا يفقد قيمته وهو مدفون في الدرج؟